أخبار وتقارير

صراع محموم على تقاسم الوظيفة العامة في تعز

يمنات – الأولى – صامد السامعي

تشهد مدينة تعز صراعا سياسيا نشطا وتبادل اتهامات على الصعيد الامني والسياسي والخدمي بالإضافة الى صراع قوى ومستمر على تقاسم الوظيفة العامة بين اطراف المعادلة السياسية ولا سيما المكاتب التنفيذية بالمحافظة.

وتحدث لـ" الأولى" امس، عدد من الشخصيات السياسية والأمنية في تعز عن انفلات امني يصفونه بواسع النطاق، ويتفقون انه بفعل انتشار السلاح في المحافظة وتقصير ادارة الامن ، الذي شجع بعض الاطراف – حسب قولهم جميعا – بالتمادي والعبث بأمن واستقرار المحافظة لتمرير مشاريع ومطالب شخصية.

محافظ تعز شوقي هائل ، قال في مؤتمر صحفي عقده قبل عيد الاضحى ان الانفلات الامني مقصود من اجل افشاله او الضغط عليه لتمرير تقاسمات حزبية ومحاصصة على المكاتب التنفيذية والوظيفية العامة بمجملها ، منوها الى ان شغل الوظيفة بتعز لن يكون بناء على المحاصصة وانما على الكفاءة.

وذكر المحافظ انه يتعرض لحملة من قبل بعض الاطراف السياسية ، وان وزارة الداخلية بالإضافة الى وزارة الدفاع غير متعاونتين معه وكأنهما يتعمدان تهميش تعز، ووعد بقرارات جريئة عقب العيد تتم وفق معايير الكفاءة حتى ولو كان كل من سيصدر بحقهم قرارات من حزب واحد ، وهو مالم يتم حتى اليوم.

وتعود قضية الانفلات الامني التي تشهده محافظة تعز ، الى ايام الثورة الشعبية وبالأخص بعد اقتحام واحراق ساحة الحرية حيث نشطت مجاميع مسلحة داخل المدينة بغرض حماية الثورة ، الا ان بعضا ممن كانوا ضمنها لا يزالون يحملون السلاح بشكل غير قانوني ويرهبون الناس بإطلاق النار واختلاق مشاكل داخل المحافظة حتى اليوم برغم الاتفاق على تسوية سياسية قبل بها كل الاطراف ، وتم تغيير محافظ تعز على اثرها.

وحسب مهتمين ومتابعين فان الانفلات الامني ظهر الى السطح بقوة بعد احداث السجن المركزي بمدينة تعز، التي اقيل على اثرها مدير امن المحافظة السابق علي محمد السعيدي، بإصرار من المحافظ شوقي هايل.

وتقول مصادر امنية مطلعة ان الانفلات الامني الحاصل في تعز مختلق من قبل اطراف سياسية خسرت بفعل تغيير السعيدي وتحاول الان اظهار ان قرار شوقي بإقالة السعيدي كان خاطئا وان الانفلات الأمني سببه المحافظ حسب المصادر مضيفة ان انتشار السلاح واقلاق السكينة العامة ومحاولات الاعتداء المتكررة على المكاتب الحكومية وقطع الشوارع كلها من اجل الضغط على المحافظ لتمرير المحاصصة والاستيلاء على المكاتب الحكومية .

 

وفي حين نفى مدير امن تعز احمد المقدشي ان يكون ما تشهده محافظة تعز انفلاتا امنيا ؛ طالب جميع من يتكلم عن الانفلات بتحديد ما هو الانفلات الذي يقصدونه واين يوجد بالضبط ، منوها انه " لا يوجد انفلات امني بمحافظة تعز، وان الأمن مستتب ويتم ضبط مطلوبين أمنيا وتسليمهم الى النيابات للتحقيق معهم".

وقال المقدشي ان اطقم الامن اليوم تصل الى كل مكان في محافظة تعز وتضبط مطلوبين بعد ان كان ذلك يتعذر عليه في الفترة الماضية نتيجة المسلحين والصدامات المتكررة مع الامن".

وكان مصدر مقرب من محافظ تعز قال امس لصحيفة " الشارع" ، ان شوقي هائل معتكف في لندن ، ويرفض العودة الى اليمن قبل تغييره بمحافظ جديد للمحافظة ، بسبب الحملة التي يتعرض لها من قبل التجمع اليمني للإصلاح وعدم تجاوب بقية الاحزاب معه لخلق الاستقرار وتجاوز حالة الفوضى التي تعيشها تعز.

وقال المصدر ان رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ، يرفض استقالة شوقي هائل ، وطلب منه العودة للاستمرار في عمله ، وهو ما يرفضه شوقي نتيجة عدم تعاون الاحزاب معه، بالإضافة الى وزير الداخلية والدفاع اللذين كان قال انهما يتعمدان تهميش تعز.

 

وتواصلت صحيفة "الأولى" مع جميع الأطراف السياسية بتعز واخذت منهم تصريحات حول الأوضاع الأمنية والمعوقات التي تواجه المحافظة ومواقفها من تحركات شوقي وعمله وقد تجاوب كلهم متحدثين باستثناء رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة جابر عبد الله غالب الذي لم يرد على تلفونه بالإضافة الى سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي محمد عبد العزيز الصنوي الذي كان طلب معاودة الاتصال ثم عند الاتصال به مرة اخرى رفض الحديث وقال ان تلفونه سيء ولا يستطيع الحديث من خلاله، كما تواصلت "الأولى" مع امين سر التنظيم الناصري رشاد الأكحلي ، غير انه لم يرد على الاتصالات المتكررة.

 

الى ذلك تحدث الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك ورئيس حزب الحق محفوظ الجنيد ان الانفلات سببه بعض القوى التقليدية التي تسعى الى احراز مكاسب سياسية من خلاله ، وهي متضررة من استتباب الامن في المحافظة وقال ان تلك المجاميع لا تستطيع ان تعيش بدون الانفلات الأمني.

وذكر الجنيد ان محافظ تعز بذل كل جهد وهو متعاون وعمل على تثبيت الأمن غير ان هناك امورا سلبية يمارسها المحافظ – حسب الجنيد – تتمثل في عدم جديته باتخاذ مواقف جريئة تلبي احتياجات الناس وتغيير الفاسدين ، وقال : كان طلب منا المحافظ ترشيح اسماء لشغل المكاتب التنفيذية ، تغيير مدراء تلك المكاتب . منوها الى ان اللقاء المشترك لم يطلب المحاصصة ، وانما قال انه يحق للجميع شغل المناصب على اساس الكفاءة.

وحمل الجنيد السلطات المحلية والجهات الامنية ما تعانيه المحافظة من انفلات بالأمن مشيرا الى ان اللقاء المشترك وقع على ميثاق الشرف وعمل ولا يزال يعمل جهده من اجل تطبيق ذلك الميثاق.

وقال : نحن نعتبر شوقي رجلا نزيها وكنا متفائلين بتعيينه محافظا ، وقلنا له نحن الى جانبك في كل ما سيطلب منا، ونحن لسنا شركاء حتى الان في السلطة حتى نساعد المحافظ ، ويتم تهميشنا ولا يتم التواصل معنا".

 

من جهته تحدث عبد الحافظ الفقيه رئيس الهيئة التنفيذية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز، لــ " الأولى" وقال ان الحديث من خلاف بين محافظ تعز والاصلاح، غير صحيح منوها الى ان حزبه والمحافظ في توافق ، والموضوع الأمني في المحافظة يهم الجميع.

وقال الفقيه :" ان الانفلات الأمني الذي تشهده تعز تتحمله الجهات الأمنية والسلطات المحلية وسببه عدم قيام الأجهزة الأمنية بواجبها". كما تحدث عن جهات قال انها نافذة وتتبع بقايا النظام ومن يدور في فلكهم لا تريد الاستقرار لتعز بالإضافة الى بعض القيادات العسكرية التي مارست القتل ضد الثوار مثل ضبعان".

وذكر ان ما قام به المحافظ شوقي هائل الى الان شيء جيد مشيرا الى انهم لا يزالون منتظرين التغيير الذي وعد به.

واضاف الفقيه ان الاصلاح مع المحافظ بشأن الكفاءة والنزاهة ، والا يكون المرشح لشغل اي منصب ممن مارس الفساد او مارس القتل ضد الثوار، منوها الى انهم متعاونون مع المحافظ سواء في الجانب الأمني او جانب تطوير المحافظ ، وقال :" كل ما يريده المحافظ سواء في الجانب الأمني او جانب تطوير المحافظة وقال :" كل ما يريده المحافظ نريده نحن".

واشار الى انهم تعاونوا مع المحافظ في عدد من القضايا من ضمنها قضية العسكريين المنقطعين الذين كانوا معتصمين في شارع جمال التي قال ان المحافظ تصرف فيها تصرفا حكيما.

 

كما تحدث القيادي في المشترك ورئيس حزب اتحاد القوى الشعبية عبد الله حسن ، عن الانفلات الامني وقال ان هناك جماعات مسلحة تتبع مشائخ في حزب التجمع اليمني للإصلاح تسيطر على الجهة الشمالية من مدينة تعز واخرى تتبع نافذين في المؤتمر تسيطر على الجهة الجنوبية والحد الفاصل بينهم هو شارع جمال الذي يتقاسمه الطرفان.

وذكر حسن ان كلا الطرفين لديه عصابات مسلحة تعمل على اقلاق السكينة العامة واطلاق الرصاص.

مشيرا الى ان "عصابات الاصلاح تشتغل بنشاط وتقوم بقطع شوارع ونهب سيارات ، وتقوم باقتحام مبان حكومية "، منوها الى الجانب الأمني هو اكبر المعوقات التي تعانيها تعز بسبب النافذين وبالتحديد مشائخ الاصلاح.

ونوه الى ان الغرض من انتشار العصابات والعبث بالأمن هو إظهار ضعف المحافظ لتمرير اجندات خاصة والاستشارة بالمناصب الحكومية والسيطرة على المحافظة، ووصف اداء ادارة الأمن بالضعيف بسبب نقص الأفراد واختراقها من قبل المسلحين .

وفيما تحدث حسن عن ان اداء المحافظ الرائع الى الان لنشاطه ونزاهته المعروفة واهتمامه بالأمن والتنمية قال ان هناك نافذين في كلا الطرفين لا تهمهم مصلحة تعز، وتهمهم مصالحهم الشخصية، ويسعون الى افشال المحافظ او السيطرة على الوظائف.

 

 

 من جهته تحدث رئيس المجلس الأهلي بتعز والقيادي في ساحة الحرية عبد الله الذيفاني عن الانفلات الذي قال ان وراءه اكثر من طرف من الذين يرفضون التغيير.

وقال الذيفاني :" ان الهدف من اظهار الانفلات الأمني بتعز هو ايقاف المطالبات بدولة مدنية وان المتسببين يريدون ان تبقى الأوضاع في تعز غير مستقرة ويظل الناس منشغلين بأمور الأمن ويعيشون في حالة ذعر"، منوها الى تبادل الاتهامات الحاصل بين اطراف العملية السياسية بتعز، موقف غير حكيم مطالبا اياهم بالتركيز على ميثاق الشرف الذي وقع عليه نهاية رمضان الماضي وينص على الحفاظ على الأمن وترك السلاح".

وطالب الذيفاني محافظ تعز بان يبدأ بتغيير الفاسدين على اساس الكفاءة وبعيدا عن المحاصصة والتدوير.

وذكر ان بقاء السلاح والمعسكرات في المدن تسبب في حالة من عدم الاستقرار حيث يتم تهريب السلاح من المعسكرات في الكثير من الاحيان مشيرا الى انه لا يوجد قوات امن عام بمعناه الحقيقي في تعز.

 

وقال القيادي في ساحة الحرية محمد احمد صبر ، ان " الانفلات الأمني الذي تعيشه تعز مقصود وبدأنا نشعر به وانه عسكرة للثورة ، ومحاولة لتحويل المدينة الى ساحة حرب . وكله من اجل تمرير مشاريع خاصة واثبات فشل شوقي هائل".

ونوه صبر الى ان هناك قوى تقول انها ثورية تعمل بضغوط قوية على تسليح الناس ، وتبرير ذلك فيي محاولة للهيمنة على تعز وتحويلها الى مدينة قبلية من قبل الاصلاح والقوى الدينية.

وذكر ان الامن والاستقرار هو ابرز ما يعوق محافظ تعز. وشريحة كبيرة من الناس وقال ان شوقي هائل كان قد بدأ بداية موفقه، واستطاع تحريك عجلة التنمية وضبط الأمن نوعا ما، غير ان حزب الاصلاح انزل ميليشياته ومسلحيه الى الشوارع، وبدأ بمحاربته والضغط عليه منوها الى ان ساحة الحرية اصبحت مكانا لنشر السلاح والصراع المستمر على اساس ديني ومذهبي حد قوله.

واضاف:" المحافظ جيد ونحن لا نؤمن به كشخص وانما كمشروع وكضامن حقيقي لتحقيق مطالب الثوار وخلق بنى تحتية وخدمية للمواطنين".

 

من جانبه تحدث عضو لجنة الوساطة التي تمت ايام الثورة بين السلطة المحلية وشباب الساحة عضو الهيئة التنفيذية للمؤتمر الشعبي العام مهدي امين سامي لـ" الأولى" وقال ان المحافظ شوقي هائل ارسل امس رسائل الى المسؤولين في امن المحافظة حملهم فيها المسؤولية عما يجري وطالبهم بضبط الأمن خلال اسبوع مالم ستتم اقالتهم حسب قوله.

واضاف سامي :" الانفلات اصبح ظاهرة عامة وليس في تعز فقط ، وجاء مصاحبا لحدث ثورة لم تملك رؤية او اهدافا موحدة عملت على تكبير وتصغير مرراكز القوى بحسب تكوينها واطارها السياسي وحجم مسلحيها واصبحت كانها بديل للنظام في المحافظة وتحاول فرض نفسها على هذا الاساس".

وذكر ان ما يجري من انفلات امني مفتعل ومصحوب بدعاية اعلامية عبارة عن ابتزاز سياسي ومحاولة لفرض وصاية على المحافظة حتى يكون يرجع الى تلك الجهات قبل ان يصدر اي قرار".

وقال سامي ان وجود شوقي كمحافظ لتعز يعد فرصة تاريخية لازدهار المحافظة لم تحصل عليها المحافظة من قبل ولن تجدها من بعده منوها الى ان امن تعز مسؤولية جماعية ". الى ذلك افاد مصدر محلي ان مرافق وكيل محافظ تعز عبد القادر حاتم توفي صباح امس اثر اشتباكات بين مرافقي الوكيل حاتم ومسلحين في الحي الذي يقطنه.

 

وكان اجتماع امني موسع عقد امس بمحافظة تعز برئاسة نائب مدير امن المحافظ العقيد عبدالحليم نعمان، اقر تنفيذ الخطة الامنية التي تستهدف انهاء المظاهر المسلحة والقبض على المطلوبين امنيا واحالتهم الى النيابة.

كما اقر الاجتماع الذي حضره قادة الوحدات الامنية والعسكرية المعنية بتنفيذ الخطة الامنية بالمحافظة ومدراء امن المديريات ومدراء اقسام الشرطة بالمدينة منع اطلاق الاعيرة النارية والالعاب النارية في الاعراس والمناسبات وغيرها كما تم تجهيز حملة الطوارئ لتعزيز الجهود الأمنية للمديرية واقسام الشرطة ومدها بالأفراد والآليات عند الطلب.

وناقش المجتمعون توجيهات محافظ تعز الهادفة الى تعزيز جهود الأداء الأمني لما من شأنه استعادة المحافظة لأمنها واستقرارها والسكينة العامة.

واهاب الاجتماع بالمواطنين التعاون مع رجال الأمن لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى